عرض المقال
شرائع غير المسلمين والفوبيا والباترون
2013-09-23 الأثنين
لماذا هذه الفوبيا وهذا الفزع من إضافة عبارة شرائع غير المسلمين فى الدستور، والفزع من عدم قصرها على المسيحيين واليهود فقط.. ماذا يضير؟ ما هو سر هذه الهستيريا المضادة لتلك الإضافة، وكأن الدين سيندثر والعقيدة ستندحر إذا كتبناها فى الدستور؟ أليس للدين وللكتاب رب يحميه ويحفظه وهو أفضل منى ومنك وأعلم منى ومنك ورحمته أرحب ومغفرته أوسع وهو الذى يدافع عن المؤمنين لا العكس؟ عندما نتعامل بهذا الخوف الذى يجعلنا نريد وضع ديننا فى الحضانة وحبسه فى الصوبة، بعيداً عن الحشائش الضارة، فنحن للأسف نحكم عليه بالهشاشة، حاشا لله، ونرتعش من نموه فى الهواء الطلق المفتوح حيث كل الكائنات، الصالح والطالح، تعيش وتتفاعل وفى النهاية تحتفظ بتطورها وحياتها، يصرخ المعترضون يعنى عايز الشيعة تسيطر وتدخل وتخرب فى العقول؟! يا جماعة يا مصريين يا من بقى لديه عقل.. همَّ الشيعة دول مش بشر مسلمين زينا؟! مختلفين فى شوية تفاصيل خلقتها الخلافات السياسية، لكن كل هذا الاختلاف لم يجعل السعودية، بجلالة قدرها، تمنعهم من الحج، فالشيعة كتفاً بكتف معك فى هذه الفريضة ولم يقصهم أحد من أدائها، وطول عمر الشيعة يجتهدون وينتجون علماً ومنهم علماء فلك وكيمياء ونبات وطب وغيره ممن نفخر بهم كأهل سنة قبل أن يفتخر بهم الشيعة، يصرخ آخر: والبهائيون هل سنتركهم يخربون عقول الشباب؟ أقول له وانت مالك وايش حشرك كوصى على العقول؛ الشباب أو الكهول! ماطول عمر بيكار الفنان الجميل المبدع البهائى عايش فى أخبار اليوم ولم يسمع أحد عن أن أحمد رجب التحق بالبهائية أو أن مصطفى أمين ارتد عن الدين.. إلى آخر طابور دار أخبار اليوم من الصحفيين والكتاب! لماذا هذا التوجس المعشش فى العقول؟ لماذا وسواس الهداية والوصاية والشمولية ورسم الناس على نفس الإسطمبة والباترون التى باتت تحكمنا، ثق فى نفسك وفى دينك ثم دع كل فرد يعتنق ما شاء ما دام لم يضرك ولم يكون ميليشيات لقهرك واستعبادك وقمعك، واترك الحساب لصاحب الحساب عز وجل.